الثلاثاء، 20 يناير 2015

مقطتفات من كتاب تأملات في الحُب و الحياة

مقطتفات من كتاب تأملات في الحُب و الحياة


لو سألني أحدكم.. ما هي علامات الحب و ما شواهده لقلت بلا تردد أن يكون القرب من المحبوبة أشبه بالجلوس في التكييف في يوم شديد الحرارة
و أشبه باستشعار الدفء في يوم بارد.. لقلت هي الألفة و رفع الكلفة 
و أن تجد نفسك في غير حاجة إلى الكذب..
و أن يرفع الحرج بينكما، فترى نفسك تتصرف على طبيعتك دون أن تحاول أن تكون شيئا آخر لتعجبها..
و أن تصمتا أنتما الإثنان فيحلو الصمت، و أن يتكلم أحدكما فيحلو الإصغاء.. 
و أن تكون الحياة معا هي مطلب كل منكما قبل النوم معا.. 
و ألا يطفئ الفراش هذه الأشواق و لا يورث الملل و لا الضجر و إنما يورث الراحة و المودة و الصداقة.. 

و أن تخلو العلاقة من التشنج و العصبية و العناد و الكبرياء الفارغ و الغيرة السخيفة و الشك الأحمق و الرغبة في التسلط،
فكل هذه الأشياء من علامات الأنانية و حب النفس و ليست من علامات حب الآخر.. 

و أن تكون السكينة و الأمان و الطمأنينة هي الحالة النفسية كلما التقيتما

و ألا يطول بينكما العتاب و لا يجد أحدكما حاجة إلى اعتذار الآخر عند الخطأ،
و إنما تكون السماحة و العفو و حسن الفهم هي القاعدة..
و ألا تشبع أيكما قبلة أو عناق أو أي مزاولة جنسية و لا تعود لكما راحة إلا في الحياة معا و المسيرة معا و كفاح العمر معا 

ذلك هو الحب حقا 




و لو سألتم.. أهو موجود ذلك الحب.. و كيف نعثر عليه؟ لقلت نعم موجود و لكن نادر..
و هو ثمرة توفيق إلهي و ليس ثمرة اجتهاد شخصي.
و هو نتيجة انسجام طبائع يكمل بعضها البعض الآخر و نفوس متآلفة متراحمة بالفطرة.
و شرط حدوثه أن تكون النفوس خيرة أصلا جميلة أصلا 

و الجمال النفسي و الخير هو المشكاة التي يخرج منها هذا الحب

و إذا لم تكن النفوس خيرة فإنها لا تستطيع أن تعطي فهي أصلا فقيرة مظلمة ليس عندها ما تعطيه 

و لا يجتمع الحب والجريمة إلا في الأفلام العربية السخيفة المفتعلة..
و ما يسمونه الحب في تلك الأفلام هو في حقيقته شهوات و رغبات حيوانية و نفوس مجرمة تتستر بالحب لتصل إلى أغراضها

أما الحب فهو قرين السلام و الأمان و السكينة و هو ريح من الجنة،
أما الذي نراه في الأفلام فهو نفث الجحيم

و إذا لم يكن هذا الحب قد صادفكم و إذا لم يصادفكم منه شيء في حياتكم فالسبب أنكم لستم خيرين أصلا فالطيور على أشكالها تقع و المجرم يتداعى حوله المجرمون و الخير الفاضل يقع على شاكلته.. 

و عدل الله لا يتخلف فلا تلوموا النصيب و القدر و الحظ 

و إنما لوموا أنفسكم


د . مصطفــــى محمـــــود

لتحميل الكتاب : http://maktaba.scientiahow.com/book/573

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق